تاريخ النشر :٤ أكتوبر ٢٠١٤
(أخبار الخليج)

الرواية يمكن التعامل معها على أنها 5 روايات متشابكة، تمثل ما يسمى أحيانا في أمريكا بالرواية «الأمريكية الكبرى»، أي الرواية التي تعبر لحظة كتابتها عن «روح العصر» في الولايات المتحدة، بقدر كاف من التفصيل، فتقدم صورة واضحة عن أحوال المجتمع ولغته واهتمامه وثقافته ورؤية المواطن الأمريكي العادي للحياة بشكل عام.
يقول المترجم: إن أهمية الرواية تنبع من أنها نجحت في التوفيق بين المقولات ما بعد حداثية للأدب والرواية الواقعية كما اتُفق عليها.
ويضيف: هناك جملة في متن الرواية تعبر عن الحالة الأدبية التي تقدمها، في وصف لمكان محوري، هو مطعم جديد ومختلف تعمل فيه واحدة من شخصيات الرواية المركزية: «فقاعة برّاقة من الحداثة مستقرة وسط مبنى صناعي أثري من عهد الثورة الصناعية الغابر». من ثم فقد يرى القارئ في كتابة جوناثان فرانزن أصداءً من «تشارلز ديكنز» و«ديستويفسكي» و«دون ديليلو» و«فيليب روث» و«بورخيس»، بل وربما أديبنا الكبير «فتحي غانم» بالنسبة للقارئ العربي. هو كاتب مختلف تمكن من تقديم أعمال تستوعب تماماً خصوصية عصره وإيقاعه، من دون التعالي على الرصيد الإبداعي السابق عليه.
الرواية - بحسب مترجمها - تتناول أزمة السوق الحرة بشكل غير مباشر، من خلال عدة حوارات في الرواية، بينها تلك التي تدور مع شخصية مركزية واحدة، هي «شيب» - أستاذ النقد الأدبي - في حوار مُطوّل مع سياسي سابق من ليتوانيا، عن العولمة الاقتصادية واشتراطات صندوق النقد الدولي التي أفلست دولة من دول البلطيق إثر انهيار الاتحاد السوفيتي: «الاختلاف الأساسي بين أمريكا وليتوانيا كما يرى شيب هو أن في أمريكا تُخضع القلة الثرية غير الأثرياء الكثيرين بواسطة تخدير العقل وأساليب التسلية والترفيه القاتلة للروح والعقاقير الطبية، بينما في ليتوانيا يُخضع الأثرياء الفقراء الكثيرين بالتهديد بالعنف».
حازت الرواية على جائزة الكتاب الوطنية الأمريكية لعام 2001، ورُشحت لجوائز أخرى مهمة منها جائزة النقاد الوطنية للأدب وجائزة بوليتزر وجائزة فوكنر. ثم سرعان ما وُضعت الرواية على قائمة أفضل مائة رواية صدرت باللغة الإنجليزية بين عاميّ 1923 و2005 التي أعدتها مجلة تايم الأمريكية. وفي عام 2006 قال عنها الكاتب الأمريكي بريت إيستون إليس إنها «واحدة من أعظم ثلاث روايات كتبها جيلي». وفي عام 2009 كلفت مجلة أدبية أمريكية مجموعة نقاد وكُتاب وصحفيين بالتصويت على أفضل رواية صدرت في العقد الأول من الألفية، فاستقر قرارهم على »التصحيحات» بفارق كبير عن باقي الأعمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق