الاثنين، 11 يوليو 2016

رحيل بات كونروي عن حياة مسكونة بالمرارة

الموت يغيب الروائي الأميركي صاحب 'أمير المد والجزر' بعد مسيرة حافلة بمنجزات أدبية، بعضها مستلهم من تجربته القاسية مع أسرته.
ميدل ايست أونلاين
تاريخ النشر: 5-3-2016

نيويورك - قالت الشركة الناشرة لأعمال الكاتب الأميركي بات كونروي مؤلف رواية أمير المد والجزر إنه توفي الجمعة عن عمر يناهز 70 عاما.
وكان كونروي قد أعلن في صفحته على موقع فيسبوك في 15 فبراير/شباط أنه مصاب بسرطان البنكرياس.
وقال تود دوتي المتحدث باسم شركة دابلداي للنشر إن كونروي توفي في منزله بمدينة بوفورت بولاية ساوث كارولاينا وكان محاطا بأسرته وأحبائه.

وكتبت زوجته الروائية كاساندرا كينغ كونروي "البحر واسع وهو عبر الآن للشاطئ الآخر".

ولد كونروي في 26 اكتوبر/تشرين الاول عام 1945 في ولاية جورجيا، تخرج من الكلية العسكرية في كارولينا الجنوبية، وبدأ الكاتب الاميركي الراحل مسيرته الادبية في عام 1970 حيث ألف رواية البحر واسع، ورواية ملوك التهذيب.

استطاع كونروي أن يحول القصص المؤلمة بشأن أسرته المفككة إلى روايات من أفضل الكتب مبيعا مثل روايتي سانتيني العظيم عام 1976 وأمير المد والجزر عام 1986.
ورواية أمير المد والجزر التي حولت إلى فيلم سينمائي عام 1991 من إخراج وتمثيل وانتاج باربرا سترايسند وتمثيل نيك نولتي وبليث دانر وجورج كارلين، وتحكي الرواية عن رجل يدعى توم وينغو معلم رياضة عاطل عن العمل في ولاية كارولينا الجنوبية، سافر إلى نيويورك من أجل أن يساعد شقيقته التوأم على تقبل ماضيها لأنها حاولت الانتحار.

واستلهم الكاتب معظم أعماله من والده دونالد كونروي الكولونيل في مشاة البحرية الأميركية والذي كان طيارا مقاتلا وخاض أربع حروب هي الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام والصراع الطويل والمرير مع أسرته، وعُرف عن الأب أنه كان يضرب زوجته وأبناءه.
وكتب كونروي في مقدمة السيرة الذاتية التي حملت عنوان موت سانتيني "أتذكر أنني كنت أكرهه منذ سن صغيرة للغاية".
وقد كتب في هذه المذكرات معلومات وتفاصيل خاصة عن عائلته جعلت أخوته يقاطعونه ويعتبرون نشر أحداث بالغة الخصوصية تشهيرا بالعائلة وإساءة لسمعتها.

وساعدته هذه السيرة على أن يتجاوز مشاعره السلبية تجاه والده كما مهدت الطريق لكتابة رواية سانتيني العظيم.

ولفت الطابع العاطفي لأعماله أنظار صناع السينما في هوليوود الذين حولوا روايات مثل أمير المد والجزر و لورد أوف ديسبل و سانتيني العظيم إلى أفلام ناجحة.

كما ألف كتابا آخر عن حياته لكنه تناول فيه سيرته الأدبية، ففي "حياتي بين الكتب" يروي كونروي شغف والدته بالكتب والثقافة، ثم أستاذه الذي وجهه لهذا العالم، متنقلا بين ما سبق إلى إنتاجه وإصداره الكوكبة المضيئة من مبدعي العالم ومفكريه، ما بين دستويفسكي الروسي إلى ديكنز الإنجليزي إلى دانتي الإيطالي إلى كل من فلوبير وجورج صاند ثم مارسيل بروست من مثقفي فرنسا الكبار.

وهذا الشغف بالكتب جعله يفضل التنقل بين لندن وروما وباريس، عواصم الثقافة الأوروبية، فضلا عن إقامته الأساسية في نيويورك، كتابه، ودفعه أيضا إلى تشييد مدينة خاصة به لبناتها وأعمدتها تتألف من ثمار الكتب التي قرأها .

ورغم نجاحه الأدبي فقد عانى كونروي من إدمان الكحول والاكتئاب وزيجتين فاشلتين فقد تزوج كما أقدم على الانتحار.

وكتب في سيرة موت سانتيني عن أسرته "أسرتي هي نصيبي من الجحيم.. سعيري المتقد للأبد.. قدري.. وصليبي الذي رٌفعت عليه".

ويذكر أن كونروي كتب عن زوجته الكاتبة كاساندرا كينغ أن ما أثار انتباهه إليها أنها غالبا ما تجلس وتضحك عندما تقرأ سطورا كتبتها سابقا، ووضعت تحتها خطوطا لترجع إليها عندما تريد أن تبتسم، لكنه كا يقول لم يذكر أنه كتب شيئا في حياته يستدعي السعادة او الابتسام، فكل ما كتبه كما يقول يجلب الكآبة والتعاسة ويجره إلى البكاء.
ــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق