تاريخ النشر: 14 أغسطس 2014
منذ السبعينات تصدر جويس كارول أوتس كتابين سنوياً في حين يجهد غيرها لنشر كتاب كل خمسة أعوام. في السادسة والسبعين، وأصدرت أكثر من سبعين كتاباً حتى كتابة هذا العمود. مجموعتها الأخيرة «العين الشريرة» قوطية، تدفع الرعب الى أقصاه، وتعزّزه بتحقّق المخاوف. تكبّر لقطات تميّز الحياة الأميركية المعاصرة. الاتكال البالغ على الاستشارة النفسية، هوس الشهرة، تدليل الأولاد، التعريف القضائي للجنون، انحراف الشخصيات العامة وتحريض ألعاب الفيديو والأفلام والأغاني على العنف. نساء المجموعة هشّات، طفوليات يقعن ضحايا رجال أكبر سنّاً، عدائيين وغامضين، يساوون بين الحب والتملّك. يكثّف ضعفهن قناعة راسخة بأننا لا نساوي شيئاً من دون حب، هشاشة الحس بالذات والافتقار الى هويّة مستقرّة تردّ العدوان.
المجموعة «أربع روايات صغيرة عن حب تحوّل إساءة» وفق الناشر. في «العين الشريرة» تعيش ماريانا، الزوجة الشابة الرابعة لمسؤول في مؤسسة فنية، مثل ضيفة في منزله الشبيه بالمعرض على تلة عالية في خليج سان فرنسيسكو. تكتشف أن أوستن مور ليس الرجل المحترم المثقف كما ظنّت، ويتسبّب مزاجه المتقلّب بتعاستها، لكنها تبقى مقتنعة بأنها لا شيء من دونه. حين تزورها إينيس، زوجته الأولى، ذات مساء، تفقد الثقة بزوجها. تحدّق في المرأة الأنيقة، المعطرة، البيضاء الشعر، القصيرة القامة، وتكاد يغمى عليها حين ترى ثقباً فارغاً مكان عينها اليسرى. جمّلت إينيس محيطه بالكحل والماسكارا والظلّ، وبقيت تبتسم وتنظر الى ماريانا كأن كل شيء كان طبيعياً. تعرف هذه أن المرأة الجريحة، الفائقة الحيوية فقدت طفلاً في الماضي، وتعرف أن ما اعتقدته مزاجية في زوجها جنون في الواقع. تحدّق في الحبوب المنوّمة اللامعة اللؤلؤية، ويتساءل القارئ ما إذا كانت تفكر بالتخلص منه.
بطلة «قريب جداً في أي وقت دائماً» مراهقة ساذجة، خجولة تشعر بالفخر حين يختارها فتى ذكي، متمرّد. كانت وحيدة، يائسة وغير جميلة، وبقيت مقتنعة بأن دزمند لن يؤذيها حتى بعد اكتشافها أنه شرير وأكبر سنّاً مما ظنّت. في «الإعدام» يتناول بارت المدلّل، المضطرب حبوب الريتالين، يشرب الكحول، ويحمل فأساً الى غرفة والديه. رفضا دفع ديونه، وعليهما دفع الثمن. لكن الأم تنقذه بحبها العنيد وتغيّر مصيره. في «السرير المسطّح» تبدو حياة سيل كاملة لا ينقصها شيء، لكن الشابة الجميلة تحمل ندوباً من طفولتها، وتعجز عن الحب. يقنعها صديقها بالبوح، ويساعدها في الانتقام، لكن هل سيؤدي العنف حقاً الى تحرّرها من ماضٍ مرّ؟
ــــــــــــــــ
المصدر: الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق