دينا الحصري
تاريخ النشر: 28 فبراير 2014
"عناقيد الغضب " رواية شهيرة للكاتب الأمريكي لجون ستاينبيك، كتبها عام 1939 وفاز عنها بجائزة "بوليتزر" عام 1940م.
جون ستاينبيك هو كاتب أمريكي مبدع، من أشهر أدباء القرن العشرين، اشتهر بقصصه حول الحرب العالمية الثانية.
وُلد جون ستاينبيك في ساليناس بكاليفورنيا عام 1902، وتقع بعض أفضل المشاهد من قصصه في تلك المنطقة، ودرس ستاينبيك في جامعة ستانفورد في سان فرانسيسكو، ومن ثم تنقل من مهنة إلى أخرى.
وتُعد هذه الرواية من أكثر أعمال ستاينبيك شهرة، وفيها يصف حالة عائلة فقيرة من أوكلاهوما هاجرت إلى كاليفورنيا خلال الأزمة الاقتصادية في الثلاثينات من القرن العشرين، وتصور الرواية حياة الطبقة العاملة وشرائح المعدمين والمهمشين، الذي يعد ستاينبيك واحدًا منهم، فقد وُلد في ساليناس بكاليفورنيا وفي شبابه عايش الطبقات المطحونة، وعانى الظلم الطبقي الذي ميز المجتمع الأمريكي؛ حيث عمل سائسًا في حظيرة للدواب فترة ثم قاطفًا للفواكه في إحدى المزارع ثم بناء منازل، مما أعطاه القدرة على وصف حياة الفلاح بواقعية.
تحكي الرواية عن جبروت القحط وعن سراب الحلم الأمريكي الذي اجتذب آلافًا بل ملايينًا من المواطنين داخل وخارج أمريكا، وعن مأساة ملايين من الأمريكيين الذين دُمرت حياتهم خلال كارثة الكساد الاقتصادي الكبير الذي اعترت أمريكا عام 1929، والجفاف العظيم الذي سيطر عليها في الثلاثينيات.
عائلة "جود" التي قدمها لنا الكاتب في روايته هي مثل آلاف الأسر الأمريكية المُعدمة دفعتها الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تتعدى حدود الفقر لتصل بالمواطنين إلى حد الموت جوعًا أو جفافًا، وإلى ترك وطنها بأوكلاهوما بعد أن أصابها الجدب والجفاف خلال فترة قصعة الغبار والسفر غربًا إلى كاليفورنيا سعيا وراء حياة أكثر أمانًا.
قدم ستاينبك ملحمة إنسانية في معاناتها وكتب يقول: "لقد فعلت كل ما في وسعي لأحطم أعصاب القارئ إلى أقصى حد، ذلك أنني لا أريده أن يكون راضيًا".
من خلال هذه الملحمة يقدم الكاتب نقدًا حادًا للمجتمع الأمريكي والتناقض بين الأفكار التي قام عليها المجتمع الأمريكي مثل العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وبين الواقع الأليم لأسرة بسيطة تعاني من أجل الوصول إلى الحد الأدنى من سبل المعيشة فقط بيت وعائلة ووظيفة آمنة.
وفي الوقت نفسه تُعد الرواية من أهم كلاسيكيات الأدب الواقعي الأمريكي، التي قدم من خلالها شتاينبك نموذجًا إبداعيا، استلهم عناصره وأبطاله ورموزه ومادته السردية من الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الأمريكي.
ومنعت الرواية بشكل مؤقت في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة، كما منعت في منطقة كاليفورنيا (التي دارت بها بعض أحداث الرواية)؛ لأنها تسيئ إلى سكان المنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: فيتو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق