الأحد، 10 يوليو 2016

قريبا..صدور أعمال وليام فوكنر الكاملة بالعربية

تاريخ النشر: 23 يوليو 2008


دبي: تستعد إحدى دور النشر العربية في دبي لإصدار الأعمال الكاملة للروائي الأميركي وليام فوكنر.

أثّر فوكنر في الروائيين على مستوى العالم، باعتراف روائيين معاصرين كبار. بصمات فوكنر ظاهرة في روايات الروائية الأميركية توني موريسون - حاملة جائزة نوبل للأداب 1993 - التي تخرجت في جامعة “هوارد” في واشنطن بعدما قدمت أطروحتها المعنونة “الانتحار في روايات وليام فوكنر وفرجينيا وولف” كما في روايتي “الجاز” و”الفردوس”.

كذلك يعترف الروائي الكولومبي جابريل جارسيا ماركيز - حائز جائزة نوبل 1982- كما نقلت عنه صحيفة “الجريدة” الكويتية بتأثير فوكنر القوي فيه، يقول ماركيز “اذا كانت رواياتي جيدة فذلك لسبب واحد هو أنني حاولت أن أتجاوز فوكنر في كتابة ما هو مستحيل وتقديم عوالم وانفعالات، يستحيل أن تقدمها الكتابة والكلمات مثل فوكنر، ولكن لم أستطع أن أتجاوز فوكنر أبداً إلا أنني اقتربت منه”.

أيضا قال الروائي البيروفي ماريو فارجاس يوسا أثناء زيارته إلى سوريا: “تأثير فوكنر في أعمالي كبير جداً، وضعه الكثير من كتاب العالم في مصاف كبار القرن العشرين، فهو اخترع نظاماً عالمياً للرواية، وابتكر حبكة جيدة للقصة وأدخل إلى النثر الإثارة والترقب. تشبه عوالم فوكنر عوالم أميركا اللاتينية: مجتمع ريفي فيه الكثير من العناصر الإقطاعية والإثنية، وجعل هذا التقارب الكثير منا يتأثرون به. اكتشفته حين كنت شاباً، انبهرت من طريقته البارعة في تنظيم الحبكة، الزمن المتشابك، طريقته في توليد الأحداث. لا يوجد كاتب من أميركا اللاتينية من جيلي لم يتأثر بشكل مباشر بفوكنر”.

لا يقتصر تأثير فوكنر في الروائيين فحسب، فحين خطب المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما بخصوص القضية العرقية في الحياة الأميركية، استشهد بعبارة لفوكنر تقول “إن الماضي لم يمت ويدفن، وهو في الحقيقة ليس ماضيا”، وأن يستشهد اوباما بفوكنر فهذا إيماء الى أهمية هذا الأخير. حظيت رواياته باهتمام بالغ في أميركا وخارجها لما لها من تأثير كبير في إبراز حقيقة التناقضات في المجتمع الاميركي خصوصاً في الجنوب، حيث التمييز العنصري والتفاوت الطبقي الحاد والتوتر.

ولد فوكنر قرب أوكسفورد، المسيسيبي عام 1897. كان جده الأول وهو الفريق ويليام فوكنر من الشخصيات القوية التي عرفت في جنوب البلاد. رفضه الجيش الأميركي في الحرب العالمية الأولى، لكنه عمل في ما بعد قبطانا في القوات الجوية الكندية. بعد الحرب درس في جامعة المسيسيبي لفترة من الوقت واشتغل في بعض الأعمال الصغيرة والمتناقضة ليكسب قوته.

ظهرت روايته الأولى “أجر الجندي” عام 1926. تزوج عام 1929، وعمل بصفة وقاد ليلي في محطة للطاقة، وكانت هذه هي الصورة التي هيمنت على روايته “حينما أرقد محتضرا” التي كتبها ليلا بين منتصف الليل والرابعة صباحا. ثم صدرت له رواية “الملاذ” وكتب عددا من السيناريوهات لهوليوود، توفي عام 1962.

حاز جائزة نوبل للآداب عام 1949، وجائزة البوليتزر عن روايته “آل ريفيرز” التي تشبه في بنيتها نموذج الاسكتشات، وتستلتهم أقدار عائلة في مواجهة خاسرة مع مستقبلها ومع التطورات الاجتماعية التي تعصف بالعالم.

من أعماله الأخرى: “ضوء في آب”، “اهبط يا موسى”، “جنازة الراهبة”، “أبشالوم – أبشالوم”.

وتعد روايته “الصخب والعنف” في رأي النقاد “رواية الروائيين”، تركيبها الفني، على صعوبته،

معجزة من معجزات الخيال. وغاية فوكنر في هذه الرواية هي أن يصور انحلال أسرة آل كمبسن،

ضمن الانحلال العام في “الجنوب” الذي يتألف من الولايات المتحدة التي انتعشت على زراعة القطن واستخدمت الزنوج رقيقاً إلى أن اندلعت نيران الحرب، وألغي الرق، وغزا الشمال الجنوب بوسائل شتى وتغيرت معالم الحياة فيه. وهذا التغير، بما فيه من انحطاط أو سموّ، من شهامة أو حقارة،

وبما سبقه أو تلاه من جرائم وصراع وهتك أعراض، هو موضوع فوكنر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: محيط شبكة الإعلام العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق