المحرر الثقافي
تاريخ النشر:
في
مطلع العام الحالي نشرت الصحف خبر ردود الفعل التي أثارتها رواية نورمان ميلر «قصر
في الغابة"وهي الرواية التي تدور حول سيرة النازيأدولف هتلر وتحاول صنع تاريخ لما
أسماه ميلر بـالجذور الشيطانية لعائلته المعذبة والمتهمة بسفاح القربى. نورمان
ميلر أعلن عن وفاته السبت الماضي عن عمر يناهز 84 عاما بعد قليل من الزوبعة التي
أثارها ليثبت قدرة الكاتب في هذه السن المتأخرة على مفاجأة جمهوره.
ولد
نورمان ميلر عام 1923 في لونج برانش بنيوجرسي وشب في بروكلين بنيويورك ، ثم تخرج
من هارفارد وخدم في الجيش خلال الحرب العالمية الثانية. وقد بنى أول نجاحاته
الأدبية على رواية "العراة والموتى" عام 1948 وهي رواية مبنية على ما شاهده خلال
الحرب. اشتهر ميلر باعتباره أديبا وصحفيا، فهوأحد مؤسسي صحيفة "فيلدج
فويس" الأسبوعية، ويعد رائدا لمدرسة الصحافة الحديثة التي تجمع في أسلوبها بين
الشخصيات والأحداث الواقعية وبين الأسلوب الروائي والخيالي. تتابع الانتاج الأدبي
لميلر حتى بلغ 40 رواية، كان من أشهرها "الحلم الأمريكي" الصادرة عام 1965. فاز
ميلر بجائزة بوليتزر مرتين أولهما عن كتاب "جيوش الليل" عام 1968 والأخرى عام 1979
عن كتاب "أغنية الجلاد"، وأعمال ميلر مليئة بالعنف والتسلط الجنسي. وقد كتب ميلر
الكثير من المقالات الصحفية والمسرحيات والقصائد والسيناريوهات. وتتضمن أعماله غير
الروائية كتبا عن قصص حياة كل من مارلين مونرو، ولي هارفي أزوالد الذي اتهم
باغتيال الرئيس الراحل جون كندي، ومن أكثر ما كتبه إثارة للجدل "المباراة" 1975
وهو يتحدث عن وقائع المباراة الشهيرة بين محمد علي كلاي وبين جورج فورمان. كان ميلر
مثيرا للجدل في مبادئه وفي دفاعه عن الماركسية ومعاداته للحركة النسائية، كما وجه
الكثير من الانتقادات إلى الرئيس الأميركي جورج بوش على حرب العراق التي اعتبرها
أسوأ حرب خاضتها أميركا على الإطلاق . كان ميلر يقول "في معظم أعمالي أتحدث عن
أميركا، كم أحب بلدي وكم لا أحبها على الإطلاق". ومن أشهر أعمال ميلر "الشاطئ
البربري" و"الحلم الأمريكي" و"لماذا نحن في فيتنام". أما روايته "انجيل الابن" فقد
أثارت ردود فعل متفاوتة بين النقاد حيث أشاد بها بعضهم واعتبرها آخرون عملا سخيفا
والرواية وثيقة الصلة بأناجيل العهد الجديد وهي تعيد خلق هذا التاريخ بروح مغايرة
تقدمه لنا واقعيا ودمويا وتنفذ إلى أجواء الشك والخوف والكراهية ربما لاستعادة
الاحساس بضرورة مساعدة الضعفاء وإضفاء التوازن على حياة تتحكم بها شهوة المال. مات
نورمان ميلر تاركا صخب معاركه على طريقة المتنبي "أنام ملء جفوني عن شواردها...
هو الذي كما يقال لم ينل الزمن من تسلط لسانه، وهو الذي قضى عقوبة السجن مرتين
إحداهما على تمرده ومعارضته لسياسة الولايات المتحدة في فيتنام والأخرى على طعنه
لزوجته أديلي موراليس عام 1962. رغم هذا كان ميلر قد تزوج ست مرات وأنجب تسعة من
الأبناء وعاش عمرا مديدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : النهار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق