تاريخ النشر:
يُطل
علينا نورمان ميلر بكتابه الجديد والمُعنون لماذا نحن في حرب؟ ليطلع القارئ على
فحوى ومحتوى الكتاب بمجرد قراءة عنوانه وليلفت انتباهه بهذا التساؤل البسيط في
معناه، والمعقد في مضمونه. حيث يستهل ميلر كتابه بالتأكيد على أن الغاية من
الديموقراطية هي نبيلة في أهدافها، وعليه فهي في خطر دائم خاصة وأنها قابلة للتلف_
على حد تعبيره_ لتتحول إلى الفاشية والتي هي على العكس من الديموقراطية في معانيها
وأهدافها.
وعليه فعند محاولة تصدير الديموقراطية تكمن هنا المُفارقة، فقد يؤدي ذلك إلى نقل الديموقراطية كاملة إلى هذه الدولة الجديدة أو قد يؤدي إلى مزيد من الفاشية في الداخل والخارج. ويستشهد ميلر في هذا الإطار بسعي جورج دبليو بوش نحو بناء إمبراطورية وهو ما دفع به نحو خوض غمار الحرب في العراق وتبرير خوض مثل هذه الحرب وانتهاجها بغرض الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان، وعدم إعلان الدافع الحقيقي وراء خوض هذه الحرب والمتمثل في إقامة إمبراطورية عالمية. ويعتقد ميلر أن ما حدث إبان فترة حكم جورج بوش الابن لا يمكن توصيفه الحقيقي سوى بالتهور وتعريض الديموقراطية الأميركية للخطر نتيجة ما وصفه بحماقة الأقوياء، نظراً لخطورة المعركة التي يقودها السياسيون في الولايات المتحدة والغطرسة الكبرى منهم والتي تدفع بهم نحو إرسال الجنود إلى أرض المعركة ليموتوا هناك دون أي وازع حقيقي من الأخلاق وبمواجهة أنفسهم بحقيقة واحدة مفادها لماذا نحن في حرب؟. خاصة وأنها ليست معركة مع الولايات المتحدة مباشرة وإنما هي حرب نتيجة أطماع توسعية وقد يُطلق عليها البعض استعمارية.
ويحذر ميلر في بداية كتابه من أن الديموقراطية النبيلة في طريقها للانقراض بسبب ممارسات السياسيين المتغطرسة والتي ستؤدي إلى فناء الشعوب. يستهل ميلر القسم الأول من كتابه بالإشارة إلى أن الحرب على العراق لم ينتج عنها العثور على أسلحة الدمار الشامل التي تم الترويج لوجودها بالعراق في الفترة السابقة على الحرب، وبالتالي يتساءل لماذا ذهبنا إلى الحرب؟ هل تم اخفاؤها في مكان جديد خارج الحدود العراقية؟ هل حدثت أي أحداث مروعة تنبئ عن مكان تواجد هذه الأسلحة؟ وعليه فلم يتم الإجابة على هذا التساؤل حتى تاريخه. وهو ما يستدعي الدراسة المُفصلة والمتعمقة لما حدث وما نتج عنه فالعنصر الأكثر إيلاماً في هذه الحرب للأميركيين هو الأرواح التي أزهقت ولم يتم العثور على ما تم الترويج له باعتباره السبب الرئيسي في الحرب. ويستطرد ميلر مؤكداً أن نتيجة هذه الحرب لم تقتصر فقط على الضرر المباشر على الولايات المتحدة من حيث فقدانها لجنودها في هذه الحرب، وإنما الخسارة الأكبر تكمن في صورة الديموقراطية التي فقدتها تدريجياً فأصبحت من وجهة نظر الشعوب هي المروج الأول للديكتاتورية والفاشية،
والتدخل في شؤون الدول الأخرى وهو ما أدى إلى زيادة العداء واللهجة العدائية من العديد من الحكومات ضد الولايات المتحدة، ومرجع ذلك الأساسي غطرسة السياسيين في البيت الأبيض والكونغرس على حساب تدمير أسس الديموقراطية الأميركية عند الشعوب الأخرى. بل ويزيد على ذلك من وجهة نظر ميلر أن بوش الابن لم يفشل فقط في إثبات عدم وجود أي أسلحة دمار شامل بالعراق، أو أسلحة نووية تُصنع سراً بل أنه قام باختبار واستعراض آلته العسكرية في الشرق الأوسط وقدم أحدث المعدات لديه تمهيداً لبناء الإمبراطورية المزعومة. يستطرد ميلر في القسم الثاني خطورة المعركة التي دخلت فيها الولايات المتحدة سواء بالعنصر البشري الذي ضحت بالكثير منهم في هذه الحرب،
أو الآلات والمعدات التي خسرت منها الكثير، بالإضافة إلي الصورة الذهنية التي تم تدميرها في الدول الأخرى والنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها راعي الإرهاب والمغذي غير المباشر له بالحروب المتعددة التي دخلت غمارها سواء في العراق أو باكستان أو أفغانستان وعليه فإن الأكثر إيلاماً من وجهة نظر ميلر هو فشل تحقيق حلم الإمبراطورية لجورج دبليو بوش الابن، وكذا تزايد الأعمال الإرهابية ضد الولايات المتحدة من خلال سفاراتها وقنصلياتها في دول العالم المُختلفة رداً على الحروب التي تخوضها والتي تودي بحياة العديدين من أفراد هذه الشعوب ومن ثم دمار حلم الإمبراطورية العظمى.
المؤلف نورمان ميلر
وعليه فعند محاولة تصدير الديموقراطية تكمن هنا المُفارقة، فقد يؤدي ذلك إلى نقل الديموقراطية كاملة إلى هذه الدولة الجديدة أو قد يؤدي إلى مزيد من الفاشية في الداخل والخارج. ويستشهد ميلر في هذا الإطار بسعي جورج دبليو بوش نحو بناء إمبراطورية وهو ما دفع به نحو خوض غمار الحرب في العراق وتبرير خوض مثل هذه الحرب وانتهاجها بغرض الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان، وعدم إعلان الدافع الحقيقي وراء خوض هذه الحرب والمتمثل في إقامة إمبراطورية عالمية. ويعتقد ميلر أن ما حدث إبان فترة حكم جورج بوش الابن لا يمكن توصيفه الحقيقي سوى بالتهور وتعريض الديموقراطية الأميركية للخطر نتيجة ما وصفه بحماقة الأقوياء، نظراً لخطورة المعركة التي يقودها السياسيون في الولايات المتحدة والغطرسة الكبرى منهم والتي تدفع بهم نحو إرسال الجنود إلى أرض المعركة ليموتوا هناك دون أي وازع حقيقي من الأخلاق وبمواجهة أنفسهم بحقيقة واحدة مفادها لماذا نحن في حرب؟. خاصة وأنها ليست معركة مع الولايات المتحدة مباشرة وإنما هي حرب نتيجة أطماع توسعية وقد يُطلق عليها البعض استعمارية.
ويحذر ميلر في بداية كتابه من أن الديموقراطية النبيلة في طريقها للانقراض بسبب ممارسات السياسيين المتغطرسة والتي ستؤدي إلى فناء الشعوب. يستهل ميلر القسم الأول من كتابه بالإشارة إلى أن الحرب على العراق لم ينتج عنها العثور على أسلحة الدمار الشامل التي تم الترويج لوجودها بالعراق في الفترة السابقة على الحرب، وبالتالي يتساءل لماذا ذهبنا إلى الحرب؟ هل تم اخفاؤها في مكان جديد خارج الحدود العراقية؟ هل حدثت أي أحداث مروعة تنبئ عن مكان تواجد هذه الأسلحة؟ وعليه فلم يتم الإجابة على هذا التساؤل حتى تاريخه. وهو ما يستدعي الدراسة المُفصلة والمتعمقة لما حدث وما نتج عنه فالعنصر الأكثر إيلاماً في هذه الحرب للأميركيين هو الأرواح التي أزهقت ولم يتم العثور على ما تم الترويج له باعتباره السبب الرئيسي في الحرب. ويستطرد ميلر مؤكداً أن نتيجة هذه الحرب لم تقتصر فقط على الضرر المباشر على الولايات المتحدة من حيث فقدانها لجنودها في هذه الحرب، وإنما الخسارة الأكبر تكمن في صورة الديموقراطية التي فقدتها تدريجياً فأصبحت من وجهة نظر الشعوب هي المروج الأول للديكتاتورية والفاشية،
والتدخل في شؤون الدول الأخرى وهو ما أدى إلى زيادة العداء واللهجة العدائية من العديد من الحكومات ضد الولايات المتحدة، ومرجع ذلك الأساسي غطرسة السياسيين في البيت الأبيض والكونغرس على حساب تدمير أسس الديموقراطية الأميركية عند الشعوب الأخرى. بل ويزيد على ذلك من وجهة نظر ميلر أن بوش الابن لم يفشل فقط في إثبات عدم وجود أي أسلحة دمار شامل بالعراق، أو أسلحة نووية تُصنع سراً بل أنه قام باختبار واستعراض آلته العسكرية في الشرق الأوسط وقدم أحدث المعدات لديه تمهيداً لبناء الإمبراطورية المزعومة. يستطرد ميلر في القسم الثاني خطورة المعركة التي دخلت فيها الولايات المتحدة سواء بالعنصر البشري الذي ضحت بالكثير منهم في هذه الحرب،
أو الآلات والمعدات التي خسرت منها الكثير، بالإضافة إلي الصورة الذهنية التي تم تدميرها في الدول الأخرى والنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها راعي الإرهاب والمغذي غير المباشر له بالحروب المتعددة التي دخلت غمارها سواء في العراق أو باكستان أو أفغانستان وعليه فإن الأكثر إيلاماً من وجهة نظر ميلر هو فشل تحقيق حلم الإمبراطورية لجورج دبليو بوش الابن، وكذا تزايد الأعمال الإرهابية ضد الولايات المتحدة من خلال سفاراتها وقنصلياتها في دول العالم المُختلفة رداً على الحروب التي تخوضها والتي تودي بحياة العديدين من أفراد هذه الشعوب ومن ثم دمار حلم الإمبراطورية العظمى.
المؤلف نورمان ميلر
Why Are We At War?. New York: Random House, 2003
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: النهار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق