ترجمة: محمد الضبع
الحياة العادية لا تثير اهتمامي. أبحث فقط عن اللحظات العالية. أنا على اتفاق مع السورياليين في بحثهم عن المعجزة. أريد أن أصبح كاتبة لأذكر الآخرين أن هذه اللحظات موجودة؛ أريد أن أثبت وجود فضاء غير محدود، معنى غير محدود، بعد غير محدود. ولكنني لست دائمًا في حالة الجمال هذه. لدي أيام من الإشراقات والحمّى. ولديّ أيام تتوقف فيها الموسيقى داخل رأسي. فأرتق الجوارب، وأقلم الأشجار، وأجمع الفاكهة، وأطلي أثاث المنزل. ولكن خلال فعلي لكل هذه الأشياء أشعر بأنني لست حيّة. تعيش بهذه الطريقة، مسقوفًا، في عالم هش، وتصدق بأنك تعيش. ثم تقرأ كتابًا (عشيق السيدة تشاترلي، مثلًا)، أو تسافر في رحلة، أو تتحدث مع ريتشارد، وتكتشف بأنك لم تكن تعيش، وأنك في سبات. من السهل عليك اكتشاف أعراض السبات: أولًا الأرق. ثانيًا عندما يصبح السبات خطرًا ومن الممكن تحوله إلى موت، غياب المتعة. هذا كل ما في الأمر يبدو كمرض غير ضار. رتابة، ملل، موت، الملايين يعيشون بهذه الطريقة -أو يموتون بهذه الطريقة- دون علم منهم. يمارسون أعمالهم في المكاتب، يقودون السيارات، يخرجون مع عائلاتهم، يربّون أطفالهم، ثم فجأة يصطدم بهم علاج ما، شخص، كتاب، أغنية، ويستيقظون وينجون من الموت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : جريدة الرياض ، 7 أبريل 2015، العدد 17088.
http://www.alriyadh.com/1036878
المصدر : جريدة الرياض ، 7 أبريل 2015، العدد 17088.
http://www.alriyadh.com/1036878
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق