السبت، 9 يوليو 2016

رسائل كيرواك

الحياة اللندنية
نشرت في 26 سبتمبر 2014

اكتُشفت سبع عشرة رسالة كتبها جاك كيرواك خلال دراسته الثانوية والجامعية، في آخر ثلاثينات وأول أربعينات القرن الماضي، جمعت الأدب الرفيع والهورمونات الجامحة. كان أرسلها الى صديق الطفولة جورج أبوستولوس، وعثرت عليها ابنته بعد وفاته. أسهب في إحداها عن فتاة أحلامه التي نوى الزواج منها. «لا شك لدي في أن كلينا لم تقع عيناه يوماً على مخلوقة فاتنة مثل جاكلين شيريسكي. لعنقها سمة الدم الأزرق، وهو يصعد برقّة، ومثل العاج، الى ذقن لوزي كامل التكوين، وشفتين حمراوين مرتجفتين تغطيان صفاً من الأسنان المرمر. عيناها قاتمتان كالأبنوس بلمعة نارية. شعرها يسقط مثل شلال متموّج من السواد المالس، فوق كتفين مرنين، لذيذين. إنها نحيلة، نضرة ورشيقة. لم أر يوماً مثيلاً لها». يخبر صديقه أنه ينوي عبادتها، وينتقل الى الأمور العملية. «مشكلتي أنني لا أجرؤ على الطلب منها مرافقتي الى الحفلة الراقصة (...) لو تمكّنت من اصطحاب هذه الإلهة الى «وولدورف»، فإن عمري كلّه سيُصبّ في ليلة واحدة». يراها ترقص مع شاب فيلوّح يده ببطء وترد بحركة مماثلة. «كم أنا أحمق لعين، خسيس، أخرق، منافق، مثالي، مجنون (...) لكنني أعرف أنك تفهمني، ولن تلومني إذا سكبت كل هذا الهراء المتنوّع في حوضك الواسع من الذكاء البشري».

لم يمنعه افتتانه بشيريسكي من مواعدة غيرها. يكتب لأبوستولوس عن لقاء مع شقراء خفيفة الدم، ويحاول إقناعه بالنوم مع فتاة تدعى ليو مستخدماً كلمات بذيئة. يقول إنه سيشاركها الفراش هو أيضاً حين يعود، فتعتاد النوم هكذا مع الشبان الذين يزورونها، وتوفّر لكيرواك وأبوستولوس الجنس مرتين أسبوعياً طوال حياتهما «وهذا هو العيش الحقيقي».

ستعرض دار سكينر الرسائل في مزاد الكتب والمخطوطات النادرة في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وتتوقع بيع كل منها بخمسة آلاف دولار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق