الأحد، 17 يوليو 2016

أناييس نن اليوميات ـ مختارات

تأليف: أناييس نين
ترجمة: لطيفة الدليمي 

بين دفتي هذا الكتاب يوميات الكاتبة "أناييس نن" (1903- 1977م) المولودة في ضاحية (نوبي) البارسية لأب أسباني، وأم ألمانية؛ تعتبر يوميات "أنانييس نن" حدساً أنثوياً إزاء أعماق النفس والعالم المحيط في القرن العشرين، تأثرت به الكاتبة وكتبت عنه، وخصوصاً إذا ما عرفنا أنها عاشت بصحبة أسماء لامعة في ميادين الإبداع الأدبي والفني في باريس في تلك الحقبة من الزمن منهم هنري ميللر، ولورنس داريل، والشاعر جول سوبر فيل وغيرهم كثير من بلدان مختلفة.

تأتي أهمية يوميات "أناييس نن" من كونها نجحت في أن تجري فصلاً دقيقاً بين العواطف والمشاعر والأفكار، فقد غطت يومياتها سنوات الثلاثينيات والأربعينيات وصولاً إلى السبعينيات والتي تمثلت مجموعة هامة من الأحداث والأسماء والإنجازات الفنية، من أروع مواقفها على سبيل المثال موقفها من الموضوعة التسوية، فهي تأخذ على المتعصبات النسويات أن يبددن طاقاتهن في البحث عن أسباب لمعاداة الرجال، وتدعوهن للإنشغال بالإبداع الحقيقي الذي يكشف عن ذواتهن وأن يعملن لإقناع الرجال القريبين منهن إلى مشاركتهن في إنجاز التحرر الإنسان في كل العوائق والمخاوف التي تنتاب الجنسين ليكون كل شخص حقيقياً وأميناً وواعياً لواقعه وقادراً على إجتراح أحلامه.

عن آلية الكتابة لديّ: تكتب "أنانيس نن" في حزيران العام 1946 "... أسعى للكتابة عن الحالات النفسية، حالات الكينونة والتسامي والإعلاء لأبرز ماهية المشاعر والأحاسيس، فتجدني مشدودة إلى الموضوعات الأنثوية ولغة العواطف، وكل هذه الثيمات تختلف عن الموضوعات الفكرية وإذ أحرّ في عملي على: العفوية والإرتجال والتداعي الحرّ، فإنني أنكر وجود خطة للكتابة لدي أو التخطيط لبناء واعٍ للنص...".

ارتبطت مجلدات اليوميات التي تغطي سنوات الثلاثينات والأربعينيات وصولاً إلى السبعينيات بمتابعة مجموعة من الأحداث والأسماء والإنجازات الفنية. وكشفت عن عدة علاقات إنسانية فذة بين أناييس نن وعدد من مبدعي زمنها. منهم : هنري ميللر، ولورنس داريل، وأنطونين آرتو، والمخرجة مايا درين، والشاعر جول سوبرفيل، ودرايزر، وسواهم من شعراء ورسامين من إسبانيا وأميركا اللاتينية واليابان.
يتلخص سحر حياة هذه الكاتبة في مفردة أساسية وبسيطة ومتاحة لمن ينجح في استغلالها، مفردة (الحركة) التي تنطوي على إمكانات ديناميكية خلاقة. فهي ترى (الحركة) أسلوباً إبداعياً لتغيير عالمنا من عالم رث عتيق إلى عالم جديد مثير عبر الإبداع، والعمل، والرحلات، والعلاقات الإنسانية المصطفاة، وتذوق الفنون، والاندماج في تيار الزمن بوعي الواقع مرة ومن خلال عبور الحلم إلى الواقع والعبور من الواقع إلى الحلم مرات ومرات.
المترجمة 
سوف تحتل هذه اليوميات موقعها إلى جانب اعترافات القديس أوغسطين، وبترونيوس، وأبيلار، وجان جاك روسو، ومارسيل بروست
هنري ميللر
***


اقتباسات من أناييس نن اليوميات ـ مختارات

"يجب ألا تخاف، ألا تكبح نفسك، ألا تكون بخيلاً مع أفكاركَ ومشاعرك. إنها حقيقة بأن الخلق والإبداع لا يأتي إلّا من فيض. لذلك يجب عليك أن تتعلم استيعاب نفسك، أن تتشربها، أن تكون قادراً على تغذيتها، ألا تكون خائفاً من الامتلاء. إن شعور الامتلاء كالموجة العارمة، ذاك الذي يحملك، ويدفع بك بقوة نحو التجربة، ونحو الكتابة. اسمح لنفسكَ أن تتدفق، أن تفيض، اسمح لحرارتك أن ترتفع، بكل الامتدادات والقوى. شيءٌ ما يولدُ دوماٌ من الفيض"
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: أبجد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق