الاثنين، 19 سبتمبر 2016

الفقرة 55 من رواية مهد القطة – كورت فونيغوت

ترجمة: يونس بن عمارة- غازي القبلاوي


55 لا تضع أبدا فهرسا مرجعيا لكتابك.

 أما بالنسبة لحياة آمونس مونا فإن المرجع نفسه كان فوضويا، ويقدم صورة سوريالية للعديد من القوى المتصادمة التي كانت على عاتق مونا كالعبء، وردود فعل مونا المستاءة تجاه تلك القوى.
آمونس مونا. يقول الفهرس المرجعي. تبناها مونزانو لزيادة شعبيته. 194-199، 216a عاشت طفولتها في ملجأ بيت الأمل والرحمة، 63-81 طفولة رومانسية مع بي كاستل 72f موت والدها 89ff موت أمها 92f شعورها بالحرج لكونها رمزا ايروتيكياً وطنيا. ، 80، 95f، 166n.، 209، 247n.، 400-406، 566n.، 678; خطبتها لـ بي كاستل 193 براءة فطرية تامة، 67-71، 80، 95f، 116a.، 209، 274n.، 400-406، 566a.، 678; حياتها مع بوكونون، 92-98، 196-197; قصائد حولها 2n.، 26، 114، 119، 311، 316، 477n.، 501، 507، 555n.، 689، 718ff، 799ff، 800n.، 841، 846ff، 908n.، 971، 974; poems by، 89، 92، 193; العودة لمونزانو 199 العودة لبوكونون 197 الهرب من بوكونون 199 هربها من مونزانو 197 محاولتها لجعل نفسها قبيحة كي لا تُعتبر رمزا ايروتيكيا وطنيا لأهالي الجزيرة. ، 89، 95f، 116n.، 209، 247n.، 400-406، 566n.، 678 تعذيبها من قِبل بوكونون، 63-80; كتابتها رسالة إلى الأمم المتحدة 200 فنانة موهوبة في العزف على آلة الاكسيليفون.

عرضتُ هذا الفهرس المرجعي على المينتون، سألتهم ماذا يعتقدون، قلت رأيي في أنه سيرة حياتية رائعة ومذهلة بحد ذاتها، سيرة ذاتية لإلهة الحب المتمنّعة... لكني تلقيت إجابة ذكية غير متوقعة وظهر أن كلير مينتون التي أجابتني حينها قد كانت مُفهرسة كتب محترفة، لم أكن قد سمعت عن مهنة كهذه من قبل.

أخبرتني أنها كانت قد أدخلت زوجها إلى الكلية قبل سنوات طوال بفضل دخلها كمفهرسة مراجع. وكان دخلها جيدًا لأنه لا يوجد إلا القليل جدًا من الناس من يجيدون مهنة الفهرسة باحترافية.

قالت لي " أن تقوم بفهرسة كتابك بنفسك هو الشيء الذي يقوم به أقل المؤلفين احترافية، ويدل على أن المؤلف مجرد هاوٍ" . سألتها عن رأيها في عمل فيليب كاستل ؟
" تملقٌ من المؤلف وإهانة للقارئ " قالت هذا لي بكلمة مزدوجة، قالتها بدهاء الخبير المحنك، وتابعت " فخورٌ بنفسه، دائما ما أشعر بالحرج عندما أرى فهرسا مرجعيا وضعه المؤلف بنفسه لكتابه ".

-     الحرج ؟
-     "من الفضيحة أن يقوم المؤلف بفهرسة كتابه". أخبرتني وتابعت: " إنه استعراضٌ بلا حياء بالنسبة للعين الخبيرة"
-     يمكنها أن تعرف شخصية مؤلف الكتاب من مجرد قراءتها للفهرس المرجعي. قال زوجها.
-     أوه.. ؟
-     ما رأيك إذن في فيليب كاستل ؟
ابتسمت ابتسامة باهتة.
-     أشياء لا أحبذ أن أقولها للغرباء.
-     آسف.
-     هو- بشكل واضح- واقع في حب مونا آمونس مونزانو هذه.
-     هذا صحيح أيضا بالنسبة لكل رجل في سان لورينزو. أؤكد لك.
-     وهو يملك مشاعر متضاربة حول والده. قالت.
-     وهذا صحيح أيضًا بالنسبة لكل رجل على الأرض.
كنت أشجعها بلطف بهذه الاعتراضات.
-     وهو متردد وغير واثق.
-     وأي إنسان فانٍ ليس كذلك ؟.
 كنت متطلبا، لم أكن أعلم  وقتها، لكنه كان شيئَا بوكونونيًا جدًا ما كنتُ أطلبه.
-     وهو لن يتزوجها أبدًا.
-     لم لا ؟
-     لقد قلتُ ما عندي.
-     أنا سعيد جدًا للقائي مفهرس كُتب يحترم خصوصية الآخرين.
-     لا تقم بفهرسة كتابك أبدًا. قالت لي.
الدابراس، كما قال لنا البوكونون هو أداة قيمة جدا لاكتساب الأمور المفيدة وتطويرها، وفي خصوصية قصة حُب لا تنتهي، قد تكون الآراء غريبة عجيبة لكنها حقيقية، ومهارة الاستكشاف البارع للفهارس المرجعية التي يتمتع بها المينتون، كان بالتأكيد مجرد مثال على ذلك، الدابراس قال لنا بوكونون هو أيضا مؤسسة مُعجبة بنفسها لكن بعذوبة الدابراس المكون من زوج الميتون هذا -وبطبيعة الحال- لم يكن استثناءً.

وفي وقت ما لاحقا، التقيت بالسفير مينتون في ممر الطائرة بعيدا عن زوجته وأخبرني أنه كان من المهم جدا له أن أحترم آراء زوجته بخصوص ما قالته عن الفهارس.

-     أتعلم لماذا لن يتزوج كاستل تلك الفتاة حتى لو كان يعتقد أنه يحبها، وحتى لو كانت تحبه، وحتى لو كانا قد ترعرعا مع بعض ؟ همس لي.
-     لا يا سيدي، لا أعرف.
-     "لأنه شاذ جنسيا". ثم تابع هامسًا " يمكنها أيضًا أن تعرف مثل هذه المعلومات من مجرد فهرس مرجعي لكتاب"
ـــــــــــــــــ
(*) الرواية ستنشر بدار كلمات الكويتية للنشر والتوزيع، وستكون موجودة بمعرض الشارقة 2016.
(*) نشر حصري للمدونة ، شكر خاص للمترجم والمبدع يونس بن عمارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق