الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

أحياناً – للشاعرة الأمريكية ماري أوليفر. (شعر)

ترجمة: يونس بن عمارة

ماري أولفر

ماري أولفر: كان أول دواوين ماري أولفر بعنوان (ما من رحلة) (1965)، وقد راجعه جيمس ديكي في نشرية مراجعات الكتب لنيويورك تايمز، والذي انتقده بحدّة، لكن يبدو أن ماري انتصرت في الأخير لأنها فازت بجائزة البوليتزر العام 1984 وبجائزة الكتاب الوطني لعام 1992، وتباع الآن نسخة الطبعة الأولى من ديوانها (ما من رحلة ) في مواقع بيع الكتب المستعملة بمبالغ تصل حتى 900 دولار! (بدون توقيع حتى ). وحتى بعد 42 عاما من مراجعة ديكي لديوانها لا تزال طبيعة قصائد ماري الروحية الرؤيوية  تثير جدلا بين النقّاد بين مستحسنين و منتقدين لأدبها.
لكن في سن الواحدة والسبعين من عمرها، هذه الشاعرة الأكثر مبيعا في أمريكا. وحسب لائحة مؤسسة الشعر، كانت لائحة الكتب الـ15 الأكثر مبيعا في أمريكا بحلول منتصف يناير تحتوي ما لا يقل على خمس عناوين  لماري أولفر لوحدها. كلها نشرت عبر دار نشر بيكون برس اوف بوسطن.

سببُ الترجمة :
ذكر المقطع الرابع من القصيدة التي ترجمناها هنا الفنان المستقل اوستن كليون في مختاراته كمقطعٍ شعري جيد ويلخص الكثير وهو فعلا كذلك، وحفزني على ترجمة القصيدة النقد السيء الذي حظيت به ماري أولفر أول الأمر على النيويورك تايمز في قسم مراجعات الكتب ومن ثم استحقاقها للجوائز ورد الاعتبار لها كما أسلفتُ في النبذة المترجمة أعلاه.

1.
شيء ما خرجَ
من الظلام.
لم يكن يشبه أي شيء رأيته من قبل.
لم يكن حيواناً.
أو زهرةً.
إلا إن كان كلاهما.
شيء ما برز من الماءِ
رأسٌ بحجم قطة.
لكنه ملطخ بالوحلِ، ودون أذنين.
لا أدري ما هو الرّبُ.
لا أدري ما هو الموتُ.
لكنني أعتقد أن بينهما
صفقةً من نوعٍ ما، حتمية ومثيرة.
2.
أحياناً
يجعلني الحزنُ غير قادرة على التنفس.
3.
الماءُ من الجنّة! والكهرباء من المأخذ!
كلاهما مفتون بخلقِ شيء ما.
البرق أشد ضياءً من أي زهرة.
والرعد ليس في جسده هيكلٌ عظميُّ ناعس.
4.
تعليماتٌ لعيش الحياة.
انتبه.
كن مندهشاً
احكِ للآخرين عنه.
5.
مرتين أو ثلاث مرات في حياتي، اكتشفت الحب.
كل مرة كانت تبدو أنها ستحل كل شيء.
وكل مرة كانت تحل فعلاً العديد من الأشياء الرائعة.
لكن ليس كل شيء.
رغم ذلك، فأنا ممتنة كما لو أنه فعل ذلك حقا و
قام بذلك تماماً، بحلِّ كل شيء.
6.
رّبي، ابقَ في قلبي.
و احمني،
وخذ بعيدا نهمي للأجوبة.
و دع الساعات ترقصُ فوق جسدي.
مثل يدي حبيبي.
اجعل رأسَ الهرّ يظهرُ مجددا.
أصغرُ أسرارك.
ربما هو أحد أقاربي البّريين من نفس دمي.
ربما هو أحد أقاربي من نفس دمي البّري،
في الهوة المعتمة للمستنقع.
7.
الموتُ ينتظرني، أنا أعرفه.. هنا
في هذه الزاوية أو تلك.
هذا لا يروقني.
لكنه لا يفزعني.
بعد المطر، عدتُ إلى حقل عباد الشمس.
كان رائعاً، وكنتُ أيَّ شيء عدا كوني ناعسة.
مشيتُ ببطء، وأرهفت سمعي
للجذور المجنونة، في الأرض المبللة، تضحك وتنمو.
ـــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق