الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

قصيدة/ للشاعر الأمريكيّ: ديفيد اجناتو

ترجمة: محمد عيد إبراهيم 


غصتُ عائداً إلى الأرضِ، أتوقّعُ أن أموتَ. صوتٌ هاتفٌ من أُذني، لن تموتَ، بل تستحيلُ إلى حمارٍ وحشيٍّ. ستكونُ لديكَ خطوطٌ مقلّمةٌ أبيضُ في أسودَ أعلى وأسفلَ ظهركَ وستحبّ الناسَ كما لم تحبّ من قبلُ. ولأنكَ تستحيلُ إلى حمارٍ وحشيٍّ سيدجّنكَ الناسُ وتُعرَضُ في حديقةِ الحيوانِ. تصبحُ بينَ الأولادِ المفضّلَ، وتحبُّ الأولادَ مقابلَ من لا تحبّهم الآنَ. سيلاطفكَ حرّاسُ حديقةِ الحيوانِ بسببٍ من عينيكَ الحزينتَين المدوّرتَين ونهيقكَ الموسيقيّ، وستحبّ حارسكَ كما لم تحبّ من قبلُ. كلّ شيءٍ بخيرٍ، إذن، أُبلغُ نفسي في صمتٍ، ريثما أُنصتُ للصوتِ في أُذني يحدّثني عن مستقبلي. وماذا سيصادفكَ، الصوتُ في أُذني، أسألهُ في صمتٍ، فيأتي الردّ للتوّ: سأكونُ نهيقكَ الموسيقيّ العذب، وهو ما سينجدكَ كحمارٍ وحشيٍّ بمدارِ أيامكَ. سأتوسّطُ بينكَ والعالمِ، وسأتعلّم حبكَ كحمارٍ وحشيٍّ لم يتسنّ لي حبّه في هيئةِ كائنٍ بشريٍّ. 
.....................
(*) اللوحة، للفنان الهولنديّ: فان جوخ

* شكر خاص للشاعر والمترجم الكبير محمد عيد إبراهيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق