الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

هاريسون بيرجرون - قصة قصيرة - لكورت فونيغوت

ترجمة: ريم غنايم



كان العام 2081، وقد أصبح الجميع أخيرًا سواسية. لم يكونوا سواسية أمام الرّب والقانون وحسب. كانوا سواسية في كافّة النواحي. لم يكن هناك من هو أكثر ذكاء من الآخرين. لم يكن هناك من هو أجمل من الآخرين. لم يكن هناك من هو أقوى أو أسرع من الآخرين. يرجع سبب كلّ هذه المساواة إلى التعديلات الدستوريّة في البنود 211 و 212 و 213 وإلى الاحتراز المتواصل من قبل وكلاء جنرال التكافؤ في الولايات المتحدة.
مع ذلك، بعض الأمور المتعلّقة بالحياة لم تكن سليمة تمامًا. فقد ظلّ شهر نيسان، على سبيل المثال، يُزعج الناس لأنّه لم يكن ربيعًا. وفي ذلك الشهر النديّ، قام رجال جنرال التكافؤ باختطاف هاريسون، نجل جورج وهيزل بيرجيرون، البالغ من العمر أربعة عشر عامًا.
صحيح، كان الأمر مأساويًا، ولكن لم يكن في مقدور جورج وهيزل التفكير في الأمر بهذه الصعوبة. كانت هيزل متوسّطة الذكاء، أي أنها لم تستطع التفكير في شيء إلا في هيئة انفجارات قصيرة. ورغم أن جورج، كان بذكاء أعلى من المستوى العاديّ، إلا أنّه وضع في أّذنه جهاز إرسال إعاقة عقليّة صغير. كان لزامًا عليه بموجب القانون أن يضعه في كل الأوقات. وقد تم ضبطه مع محطة الإرسال الحكوميّة. كل عشرين ثانية أو نحو ذلك، أطلق جهاز الإرسال ضوضاء حادة لمنع أشخاص مثل جورج من الاستفادة غير العادلة من أدمغتهم.
كان جورج وهيزل يشاهدان التلفزيون. انهمرت الدموع على وجنتَي هيزل، لكنها نسيت للحظة سببها.
على شاشة التلفزيون ظهرت راقصات باليه.
تردّد صوتُ جرس في رأس جورج. فرّت أفكاره مذعورةً، مثل لصوص يفرّون من جهاز إنذار ينذر بالسطو.
“كانت رقصةً جميلةً جدًا، الرقصة التي أدّينها للتوّ”، قالت هيزل.
“هاه” قال جورج.
“تلك الرقصة- كانت جميلة”، قالت هيزل.
“نعم”، قال جورج. حاول أن يفكّر قليلا في راقصات الباليه. لم يكنّ رائعات تمامًا- وعلى كلّ، لم يكنّ أفضل من غيرهنّ. كنّ مثقلات بأوزان وأكياس من كريات الطلقات الناريّة، ومقنّعات الوجوه، بحيث إذا رأى أحدٌ إيماءةً رشيقةً وحرّة أو وجهًا جميلا، فلن يشعر بالقبح. كان جورج يعبث بالفكرة الغامضة بأنّه ربما لا ينبغي إعاقةُ الراقصات. لكنه لم يطل التفكير في ذلك قبل أن يشتّت جهاز الإرسال الموجود في أذنه أفكارَه.
جفل جورج. وجفلت أيضًا اثنتان من راقصات الباليه الثمانية.
رأته هيزل يجفل. لم تعانِ على الصعيد الشخصي من إعاقة عقليّة، فسألت جورج عن آخر صوت صدر.
“لقد بدا وكأنّ أحدهم ضرب زجاجة حليب بمؤخر مطرقة كرويّة” قال جورج.
“أظنّ أنه سيكون مثيرًا حقًا سماعُ كافّة الأصوات المختلفة”، قالت هيزل بشيء من الحسد. “كلّ الأشياء التي يدبّرونها”.
“أمم”، قال جورج. “فقط، لو كنتُ جنرالة تكافؤ، أتعرف ماذا كنت سأفعل؟” قالت هيزل. كانت هيزل، في واقع الأمر، تحمل شبها قويا بجنرالة التكافؤ، وهي امرأة تدعى ديانا مون غلامبرز.
قالت هيزل: “لو كنت ديانا مون غلامبرز، لقرعت أجراسًا يوم الأحد- أجراسًا وحسب. إجلالاً للدين”.
“أستطيع أن أتخيّل، لو كانت الأجراس وحدها،” قال جورج.
“حسنا، لعلّي أقرعها عاليًا”، قالت هيزل. “أظنني سأكون جنرالة تكافؤ جديرة”.
“جديرة مثل أي شخص آخر” قال جورج.
“من يعرف ما الطبيعيّ أفضل منّي؟” قالت هيزل.
“صحيح”، قال جورج. بدأ يفكر بتوهّج في هاريسون، ابنه الشاذ الذي يقضي الآن في السجن، ولكن إحدى وعشرين طلقة تحيّة في رأسه أوقفت تفكيره.
“يا للهول!” قالت هيزل، “كان ذلك مفزعًا، أليس كذلك؟”
كان مفزعًا لدرجة أن جورج شحب وارتجف، وانحبست الدموع عند حواف عينيه الحمراوين. اثنتان من راقصات الباليه الثماني انهارتا على أرضية الاستوديو، ممسكاتٍ أصداغهنّ.
“فجأة تبدو متعبا جدا”، قالت هيزلي. “لماذا لا تتمدد على الأريكة وتضع كيس العوائق على الوسائد، يا حلو؟”. كانت تشير إلى 21 كيلوغراما من كريات الطلقات الناريّة في كيس من القماش، كان محكم الإغلاق حول عنق جورج. “اذهب وأرِح الكيس لبعض الوقت”، قالت. “لا يهمني أن لا نكون سواسيةً لبعض الوقت.” وزن جورج الكيس بيديه. “لا أمانع”، قال. “لم أعد أنتبه للأمر. هو مجرّد جزء مني”. “كنتَ متعبًا جدا في الآونة الأخيرة- كأنّك منهك”، قالت هيزل.
“لو كانت هناك طريقة نستطيع من خلالها أن نحدث فتحة صغيرة في أسفل الكيس، ونأخذ فقط بضع طلقات. لا أكثر.”
“عامان في السجن وغرامة قدرها ألفا دولار على كل طلقة أُخرجُها”، قال جورج. “لا أسمّي ذلك صفقة”.
“لو أنّك تمكّنت فقط من إخراج بضع طلقات ناريّة عند عودتك من العمل إلى المنزل”، قالت هيزل. “أقصد- أنت لا تنافس أحدًا هنا. أنت فقط ترتاح.”
“لو حاولت الإفلات” قال جورج “، “فسيفلت أشخاص آخرون- وقريبا جدًا سنعود إلى العصور المظلمة مرة أخرى، حيث الكل ينافس الكل. ولن يروق لكِ ذلك، أليس كذلك؟ “.
“سأكره ذلك” قالت هيزل.
“أرأيت”، قال جورج. ” برأيك، ماذا سيحدث في المجتمع عندما يبدأ الشعب بالاحتيال على القوانين؟ ”
لو لم تكن هيزل قادرة على الخروج بإجابة على هذا السؤال، لما استطاع جورج توفير إجابة. صفارة الإنذار كانت تضجّ في رأسه.
“أحسبه سيتداعى”، قالت هيزل.
“من؟” قال جورج ببلادة.
“المجتمع”، قالت هيزل بالتباس .
“أليس هذا ما قلتِه للتو؟ “من يعرف؟” قال جورج.
فجأة انقطع البرنامج التلفزيوني لبث نشرة الأخبار.لم يكن واضحًا في البداية محور النشرة، لأن المذيع، ككُلّ المذيعين، عانى من إعاقة بالغة في النطق . زهاء نصف دقيقة، وفي حالة من الانفعال الشديد، حاول المذيع أن يقول “السيدات والسادة”. في نهاية المطاف استسلم، وسلّم النشرة لراقصة الباليه لتقرأها.
“لا بأس “قالت هيزل عن المذيع،” لقد حاول. هذا هو الأهم. حاول أن يفعل أفضل ما في وسعه بما وهبه الله له. ينبغي أن يكافأ بعلاوة لمحاولته الجاهدة”.
“السيدات والسادة”، قالت راقصة الباليه، وأخذت تقرأ النشرة.
لا بدّ أنّها كانت فاتنة، لأن القناع الذي ارتدته كان بشعًا. كان من السهل معرفة أنها الأقوى والأكثر رشاقة من بين جميع الراقصات، لأنّ أكياس العوائق خاصّتها كانت كبيرة مثل أكياس رجال يزنون تسعين كيلوغرامًا. وكان عليها أن تعتذر فورًا عن صوتها، فلم يكن من العدل أن تستخدم امرأة صوتًا كهذا. كان صوتها دافئًا، متقدا، كان نغما خالدا.
“عفوا -” قالت ، وأعادت الكرّة، جاعلةً صوتها عاجزًا تمامًا عن المنافسة.
“هاريسون بيرجيرون، ابن الرابعة عشر عامًا”، قالت بصوت عالٍ سواديّ، “هرب للتو من السجن، حيث كان محتجزا للاشتباه به بالتخطيط لقلب نظام الحكم. هو عبقري ورياضي، وليس متكافئًا، وينبغي اعتباره شخصًا خطيرًا جدًا “.
عُرضت صورة أمنية لهاريسون بيرجرون على أسفل الشاشة من فوق إلى تحت، ثم من الجانبين، ، ثم من فوق إلى تحت مرة أخرى، ثمّ من الجانب الأيمن إلى أعلى. أظهرت الصورة كامل طول هاريسون على خلفية معيّرة بالقدم والبوصة. كان بطول سبعة أقدام بالضبط. وكانت بقية مظهر هاريسون مخيفًا ومثقلاً بالمعدّات. لم يحمل أحد عوائق ثقيلة مثله. كان قد تجاوز العراقيل بشكل يفوق سرعة تفكير رجال جنرالة التكافؤ.
بدلا من جهاز إرسال الإعاقة العقليّة الصغير في الأذن، وضع زوج سماعات أذن ضخمًا، ونظارات ذات عدسات متموّجة سميكة. لم يكن الهدف من النظارات تحويله إلى نصف أعمى فقط، لكن أيضًا بغية إخضاعه لأوجاع رأس مدوية. علقت خردة معدنية في جميع أنحاء جسده. عادةً، كان هناك تناسق معين، تناسق عسكريّ للعوائق المخصصة للأٌقوياء، ولكن هاريسون بدا مثل ساحة خردة متجوّلة. في سباق الحياة، حمل هاريسون 136 كيلوغرامًا. ولموازنة وسامته، طالب رجال جنرالة العدل أن يضع الكرة المطاطية الحمراء للأنف طيلة الوقت، وأن يواصل حلق حاجبيه، وأن يكسو حتى أسنانه البيضاء بأغطية سوداء في حال نتوء سن على نحو عشوائيّ.
“إذا رأيتم هذا الصبيّ”، قالت راقصة الباليه، “إياكم – وأكرّر، إيّاكم – أن تحاولوا محادثته”.
صدرت صرخة من باب تمزقت مفصلاته. صراخ ونباح مخيف صدر من جهاز التلفزيون. قفزت صورة هاريسون بيرجيرون على الشاشة مرة تلو المرة، كما لو تراقصت على أنغام زلزال. ميّز جورج بيرجيرون بشكل سليم وقوع الزلزال، فقد تراقصَ منزِلُهُ على أنغام الزلزال. قال جورج “يا الهي،” “لا بدّ أن هذا هاريسون!”، تفجر الإدراك من عقله على الفور من صوت ارتطام سيارة في رأسه.
عندما تمكّن جورج من فتح عينيه مرة أخرى، اختفت صورة هاريسون. هاريسون الحيّ ملأ الشاشة. بدا هاريسون مُصلصلاً وأخرقَ، وضخمًا، ووقف وسط الاستوديو. كان مقبض باب استوديو المخلوع لا يزال في يده. راقصات الباليه، الفنيون الموسيقيين، والمذيعون جثموا على ركبهم مرتعدين أمامه، متوقّعين موتهم.
“أنا الإمبراطور!” صاح هاريسون. “هل تسمعون؟ أنا الإمبراطور! فليفعل الجميع ما أقوله فورًا!” وطىء بقدمه واهتز الاستوديو. “حتى وأنا أقف هنا” هدر، “مشلولا، متعثّرًا، مريضًا -! أنا حاكم أعظم من أيّ رجل عاش في أي وقت مضى. الآن شاهدوني وأنا أكون ما سأكون!” مزق هاريسون أشرطة عُدّة العوائق خاصّته مثل مناديل ورقية رطبة، مزق أشرطة ضمنت دعمًا ب 226 كيلوغرامًا. تحطمت أرضًا عوائق هاريسون المصنوعة من الخردة الحديديّة.
مد هاريسون إبهامه تحت مزلاج القفل الذي أمّن جهاز رأسه. انكسر المزلاج مثل الكرفس. هشّم هاريسون سماعات الأذن والنظارات على الجدار. خلع عنه كرة الأنف المطاطية، كشف عن رجل يُرهب إله الرعد ثور.
“سأختار الآن الإمبراطورة!” قال وهو ينظر إلى الناس الجاثمين مرتعدين خوفًا.
“دعوا أول امرأة تجرؤ على النهوض، تطالب بزوجها وعرشها!”
مرت لحظة، ومن ثم نهضت راقصة باليه، تتمايل مثل الصفصاف. دفع هاريسون عن أذنها العائق العقليّ، قطع عوائقها الجسدية بدقة رائعة. وأخيرا أزال قناعها. كانت جميلة حدّ العماء.
قال هاريسون “الآن-” ، وأخذ بيدها، “هل نري الشعب معنى كلمة رقصة؟ موسيقى!” قال آمرًا.
تدافع الموسيقيين عائدين الى كراسيهم، وجرّدهم هاريسون من عوائقهم، أيضا.
“اعزفوا افضل ما عندكم”، قال لهم، “وسوف أحولكم إلى بارونات ودوقات وايرليات”.
عزفت الموسيقى. كانت طبيعيّة في البداية، رخيصة، سخيفة وزائفة. ولكن هاريسون خطف اثنين من الموسيقيين من كراسيهم، ولوح بهم مثل الهراوات وهو ينشد الموسيقى كما أراد لها أن تكون . دفعهم إلى الخلف نحو كراسيهم. عزفت الموسيقى مرة أخرى، وتحسنت كثيرا. هاريسون وإمبراطورته استمعا فقط إلى الموسيقى لفترة من الوقت، استمعا بوقار، وكأنّهما ضبطا خفقات قلوبهم معها.
لكنهما حوّلا وزنيهما إلى أصابع أقدامهم. وضع هاريسون يديه الكبيرتين على خصر الفتاة الصغير، متيحًا لها الشعور بانعدام الوزن الذي سيتحقق لها قريبًا. ثم، وفي غمرة الفرح والنعمة، انطلقا في الهواء ! لم يتحررا فقط من قوانين الأرض، وإنما من قانون الجاذبية وقوانين الحركة كذلك. لفّا، اندفعا، دارا، انتفضا، قفزا، ,وثبا مرحًا، واستدارا. قفزا مثل غزال على سطح القمر. كان سقف الاستوديو بارتفاع ثلاثين قدما، ولكن كل قفزة قرّبت الراقصَين إليه. نيتهما بتقبيل السقف أصبحت واضحة. قبلاه. ثمّ، حيّدا الجاذبية بالحبّ والإرادة الصافية، وظلا معلقين في الهواء على بعد بوصات قليلة أسفل السقف، وتبادلا القبل طويلا، طويلا.
ثم كان أن دخلت ديانا مون غلامبرز، جنرالة التكافؤ، إلى الاستوديو ومعها بندقية من عيار 10 مزدوجة الماسورة. اطلقت النار مرتين، ومات الإمبراطور والإمبراطورة قبل يبلغا الأرضية. أعادت ديانا مون غلامبرز تلقيم البندقية. وجهتها نحو الموسيقيين وقالت لهم إنّهم يمتلكون عشر ثوان ليرتدوا عوائقهم من جديد. ثم حدث أن احترق جهاز تلفزيون آل بيرجرون. استدارت هيزل لتعقّب لجورج على الانقطاع. لكن جورج كان قد قصد المطبخ ليجلب علبة من الجعة. عاد جورج ومعه الجعة، توقف بينما هزته إشارة عائق. ثم عاد وجلس.
“كنت تبكين” قال لهيزل.
“نعم”، قالت.
“لماذا؟” قال.
“أنا أنسى”، قالت. “شيء محزن حقيقة على شاشة التلفزيون”.
“ماذا كان؟” قال.
“كلّ شيء اختلط في ذهني”، قالت هيزل.
“انسي الأشياء الحزينة”، قال جورج.
“أفعل دائما”، قالت هيزل.
“هذه هي فتاتي” قال جورج.
جفل. كان هناك صوت بندقيّة يثبت في رأسه.
“يا الهي، يمكنني أن أقول أن ذلك كان مفزعا”، قالت هيزل.
“يمكنك أن تقولي ذلك مرة أخرى” قال جورج.
“يا إلهي،” قالت هيزل، “يمكنني أن أقول أن ذلك كان مفزعا”.
ــــــ
كورت فونيغوت (1922-2007)  من أشهر وأهمّ كتّاب القصّة والرواية في أمريكا القرن العشرين. تتميز كتابة فونيغوت الأدبيّة بالهجائيّة والكوميديا السّوداويّة ويتّخذ الخيال العلميّ في أحيان كثيرة إطارًا يعكس فيه رؤاه حول العالَم والبشريّة. تشكّل الحرب العالميّة الثانية واشتراكه فيها، وأسره على يد الألمان في معركة الأردين، مرحلة مفصليّة في حياته أثّرت على وعيه الأدبيّ وحدّدت رؤيته للعالَم. ما يميّز عوالم فونيغوت الأدبيّة الإحساس بالاغتراب والوحدة، العالَم المثقل بالتكنولوجيا،  أوهام الإرادة الحرّة، المستقبل الظلاميّ أو ما يُسمّى بالديستوبيا (والتي تندرج قصة “هاريسون بيرجرون” ضمنها) وغيرها.
من أهمّ أعماله الروائيّة: مهد القطّة عام 1963، بارك الله بك يا سيّد روزووتر عام 1965، المسلخ الخامس عام 1969، فطور الأبطال 1973.
(*) القصة باللغة الانجليزية : http://www.tnellen.com/westside/harrison.pdf
المصدر : بيت الخيال

هناك تعليق واحد:

  1. الآن شاهدوني وأنا أكون ما سأكون!”

    “يا الهي، يمكنني أن أقول أن ذلك كان مفزعا”

    أيهمّا تختار وتستحق أيها الإنسان.

    قصة جديرة بالقراءة والفهم, رائعة.

    ردحذف