الاثنين، 12 سبتمبر 2016

روايات ممنوعة في أميركا

طارق عبد الواحد - ديترويت

كورت فونيغوت

سُحبت رواية "المسلخ -5" للروائي الأميركي كورت فونيغوت من مناهج المرحلة الثانوية لمدارس ولاية ميسوري ومُنع تداولها في المكتبات المدرسية بالولاية الشهر الماضي، كما شمل المنع أيضا رواية "صيف الفتى العشريني" للروائية سارة أولكر، وهو ما يشير إلى تنامي دور الرقابة على الأعمال الأدبية.

وجاء قرارا السحب والمنع لرواية "المسلخ -5" بعد تصويت هيئة أمناء المدارس بمدينة ريببلك على خلفية انتقاد البروفسور في جامعة "ميسوري سايت" ويسلي سكورغينس للرواية التي "تمتلئ بالعنف والمشاهد الجنسية الصريحة واللغة الفاحشة والمتجرئة التي تشجع على مقاربة مسائل ومفاهيم تتناقض مع تعاليم الإنجيل".

ولم تكن هذه الحادثة هي المحنة الأولى التي تتعرض لها الرواية، حيث واجهت منذ صدورها عام 1969 حملات متكررة طالبت بسحبها من الأسواق، ومنع تدريسها أو حذف بعض مقاطعها ومفرداتها وتعابيرها الخادشة.

كما تم حرقها في بعض المدن بولايات ميشيغن ونيفادا ونيويورك وأوهايو وفلوريدا، بسبب لغتها العنيفة وتصويرها لمشاهد التعذيب والافتراء على العرقيات وتقديم بعض الشخصيات النسائية بطريقة مهينة.

حروب الأطفال الصليبية

وتدور أحداث الرواية، التي تعرف أيضا باسم "حروب الأطفال الصليبية" في أجواء تاريخية خيالية تختلط بالخيال العلمي. 

وتروي قصة الجندي الأميركي بيللي بيلغرام الذي تأسره القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية وتزج به في مكان مهجور يدعى "المسلخ -5".

وتنبني حبكة الرواية من خلال سرد متداخل يخلط الماضي بالحاضر والحقيقة بالخيال، ويعكس مدى الاضطراب وعنف الرضوض التي أصابت روح الجندي وهو يجابه الموت في مذابح ومعارك مروعة.

وتطغى أجواء التراجيديا والعبث والكوميديا السوداء على مناخات الرواية التي لا تكف عن بث الرسائل الفلسفية المتعددة حول الإرادة والمصير، وحيث تصبح الحرب مفهوما غير قابل للتفسير، مثل الزمن والحياة.

ردود

وكان فونيغوت قد شهد قبل رحيله عام 2007 بعض الحملات التي استهدفت روايته وسجلت له أقوال في هذا السياق مثل "فليذهب هؤلاء الرقباء إلى الجحيم" و"أعطني المعرفة وإلا.. فالموت".

كما قامت "مكتبة ذكرى كورت فونيغوت" بتوزيع 150 نسخة مجانية من الرواية لطلاب المرحلة الثانوية بمدينة ريببلك، المدينة التي اتخذ بها قرار المنع.

وخاطب موقع المكتبة الإلكترونية الطلاب "نحن لا نطلب منكم أن تحبوا الكتاب، ولكن نعتقد أنه من المهم أن يتمتع كل فرد بحقوق التعديل الأول (من الدستور الأميركي الذي يتضمن حقوق القول والتعبير)".

وأعلنت "جمعية المكتبات الأميركية"، التي تقيم فعالية سنوية باسم "أسبوع الاحتفال بحرية القراءة" تتم فيه قراءة الكتب الممنوعة أو التي تتعرض لانتقادات وحملات تطالب بالرقابة عليها، أن رواية المسلخ -5 ستكون من بين الكتب التي ستتم قراءتها، في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول القادم.

جدير بالذكر أن "جمعية المكتبات الأميركية" تعد قوائم تشمل المئات من الكتب التي تناهضها الرقابات الاجتماعية والدينية الثقافية والأكاديمية، والتي تضم مدارس ومتاحف وناشرين وكليات وجامعات ومجموعات مجتمعية ومجموعات طلابية وإدارات سجون وجمعيات إثنية وكنائس.

وتندرج الدوافع وراء حملات المنع والمقاطعة ضمن ثلاثة سياقات، وهي اعتماد اللغة العدوانية والمهينة، والكتب التي تصور الجنس الصريح، والكتب التي يصعب تصنيفها لقراء من فئات عمرية محددة.

وتضم قوائم المنع كتبا وروايات ذات أهمية ومكانة كبيرة في الأدبين الأميركي والعالمي مثل: رواية يوليسيس لجيمس جويس، ورواية 1984 لجورج أورويل، وملك الخواتم لجي. آر. تولكين، و"أحدهم طار فوق عش الكوكو" لكين كيسي، و"مدار السرطان" لهنري ميلر وغيرها.
ـــــــــــــــــــ
المصدر : الجزيرة نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق